لعلك تتساءل من هذا المخلوق ؟ وبعد أن نجيبك انه من سيرث السلطة من بعد الملك الحالي . فتتساءل مرة أخرى ، وما فائدته ؟
لا شك أن ولي العهد يكون في الأنظمة الملكية ، سواء كانت ملكية مقيدة " دستورية " أو ملكية مطلقة - كما هو الحال
عندنا -
أما الفائدة من ولي العهد فسيجيبنا على هذا التساؤل معاوية بن
أبي سفيان - أول ملك في الإسلام - عندما علل مبايعة ابنه يزيد : " إني خفت أن
ادع الرعية من بعدي كالغنم المطيرة ليس لها راع " (1)
وقد لا يكون الأمر مهماً في حالة الدولة التي تتبنى نظام
الملكية المقيدة فالملك فيها مجرد رمز أو مزهرية - إن صح التعبير - له
صلاحيات ضيقة ، فالشخصية المهمة المسائلة في الدولة يكون رئيس الوزراء .
ولكن المشكلة قد تقع في حالة الدولة التي تتبنى نظام ملكي
مطلق ، خاصة وان كان مثل ما يقول الكواكبي : " حكومة الفرد المطلق ، الوارث للعرش
، القائد للجيش ، الحائز على السلطة الدينية " (٢) الكل شيء في أي شيء .
أما إذا القينا نظرة حول سلطنة عمان الملكية " المطلقة
" نجد أن الحالة التي تتبناها حول قضية ولي العهد نادرة ، حيث انه لا يوجد
ولي عهد ولم ينص النظام الأساسي للدولة على ذلك أو كيفية تعينه ، وإنما نص في
المادة السادسة أن مجلس الدولة هو من يحدد من تنتقل إليه ولاية الحكم خلال ثلاثة أيام
، فإذا لم يتوصل إلي نتيجة يقوم مجلس الدفاع مع الاشتراك مع رئيسي مجلس الدولة
والشورى ورئيس المحكمة العليا وأقدم اثنين من نوابه بتثبيت " من أشار إليه
السلطان " في رسالته .
وربما تتساءل لماذا لا يوجد ولي عهد في سلطنة عمان ؟ وما أن
تلبث بالتفكير تتساءل مرة أخرى ، أيهما أفضل وجود ولي عهد بارز ومعروف أم ضمير
مستتر ؟
في الحقيقة ليس هناك إجابة واضحة وصريحة ، ولكن بالإمكان
التوصل إليها ، بالنسبة للسؤال الأول لماذا لا يوجد ولي عهد في عمان ؟
نستطيع أن نقول سبب ذلك هو " الخوف " من شيء لا
يستبعد حصوله ، وهو حركة تمرد أو انقلاب ، فبعد أن وصل السلطان قابوس لسدة الحكم
امسك بنفسه المناصب المؤثرة ، كرئيس الوزراء والقائد الأعلى للقوات المسلحة ووزارة
الدفاع والخارجية بيده مباشرةً ، ولكنه ليس من المتصور أن يكون حاكماً وولي عهد في
نفس الوقت فاستبعد فكرة ولي العهد بحكم قوة وتأثير هذا المنصب ، وان افترضنا أن من
سينال هذا المنصب من اقرب المقربين ، فالسلطة المطلقة لا تعرف أخي أو أبي وأمي ،
كل امرئ يحاول الوصول اليها باي طريقة ، وان كان المشي على شعرة رفيعة ، والتاريخ
يشهد على ما نقول ، فكم من ابن قتل ابيه وكم من اب قتل ابنه وكم من اخ قتل اخيه من
اجل السلطة !؟
أو " الخوف " من مبدأ كما تدين تدان وان يعيد
التاريخ نفسه ، وهذا ما ورد في الويكيلكس (٣) الذي يتحدث عن ولي العهد لسلطنة عمان
" لأنه يعيد إلى المخيلة الطريقة التي تربع عبرها القائد إلى منصبة قبل ٤٠
عاماً " وهو مرتبط بما ذكرناه سابقاً .
نأتي للسؤال الثاني : أيهما أفضل وجود ولي العهد أم عدم وجوده
؟
مع إننا نتكلم عن " بويطل " - إن صح التعبير - في
ظل الباطل الأكبر ، واعني الملكية المطلقة ، فالأنسب وجود ولي عهد بارز ومعروف ،
لان في ظل وجود السلطة المطلقة والتي تتحكم بزمام كل شيء ثم ستغيب في يوم من الأيام
سيخلق هذا الفراغ بلا شك فوضى ، وفوضى كبيرة لا نعلم إلى أين ستقودنا والى أين
سنصل .
تصور لو أن هذه السلطة المطلقة عبارة عن عبارة عن مولد كهرباء
، يضيء مدينة بالأنوار والأضواء ، وفي يوم من الأيام تعطل هذا المولد ، النتيجة
ستصبح هذه المدينة مظلمة وستعم الفوضى في كل مكان .
بعكس إذا كان هناك ثلاثة مولدات متساوية فإذا تعطل احد
المولدات لن تتأثر هذه المدينة أو اضعف الإيمان إن كان سكان المدينة لا يشعرون بالظلام ولا يستحقون
النور ، يكون هناك مولد معروف سابقاً لتفادي اقل قدر من المشاكل .
نختم ، إن وجود ولي عهد ليست قضية تحل مشكلة النظم السياسية
لدينا ، وإنما وجب التركيز لشيء يدفعنا للتقدم والرقي سياسياً كمنصب رئيس وزراء
مسائل ؟
___________________________________________
١- البداية والنهاية لابن كثير / دار العلم للكتب ج ١١ ص ٣٠٨
٢- طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد للكواكبي ص ١٣
٣- http://wikileaks.org/cable/2007/12/07MUSCAT1126.html
ويسألونك عن ولي العهد