إذا ما تحدثنا عن الديمقراطية ينبغي الخوض في مقدمات, ولكن اجتزت المقدمات
هذه المرة فلست هنا في وضع لتعريف الديمقراطية واصلها ومن أين ومن أول ؟ وإنما أنا
في مرحلة تبني هذا النظام السياسي بمفهومة الصحيح الذي يتضح لنا في لفظه.
وينبغي على من يتبنى هذا النظام أن يأخذ بنتائجه ولوازمه , فعندما أخذت
بهذا النظام أنا أدرك أن لي صوت مع بقية أصوات الشعب ولكن ليس من الضروري أن يعلو
صوتي والذي اعتقد انه هو الصواب , في حاله أن هناك أغلبية يعتقدون أنهم مصيبون ,
فهذه هي الديمقراطية أغلبية وأقلية , والأقلية تحترم رأي الأغلبية وتسلم لهم ما
رأوه صواباً .
فمن الجانب العملي إذا ما جرى انتخاب لرئيس دولة ولم يفز المرشح الذي صوتُ
له مهما كان عرقه ونسبه ولونه وحزبه ..الخ ينبغي لي أن احترم هذه النتيجة ,
فالديمقراطية لا تعرف من وصل إلى سده الحكم بل تعرف كيف وصل وهي بالإرادة الشعبية
, فالديمقراطية ليست متمثلة فألانا وما أراه هو واجب حصوله , وإنما هذه تعتبر
دكتاتورية صغرى .
فإذا افترضنا أن رأي هذه الأغلبية خاطئ , وان هذا الحاكم الذي وصل ليس
كفؤاً لمهمته , لا يكون إصلاح الأخطاء بالصراخ ! وإنما لكل شي نظامه وأدواته. وان
اختلفت الأنظمة الديمقراطية فيما هل يجوز عزل الحاكم أو لا , فان هناك نظام اتفقت
عليه جميعها , وان للحاكم فترة زمنية محدده ثم إما أن يجدد له ( لفترة معينة كذلك
) أو ينتخب غيره , فإذا كان لا يجوز عزله أثناء فترة رئاسته فحتما يحق للشعب عدم
التصويت له في فترة الانتخابات المقبلة .
الخلاصة أن من يأخذ بالنظام الديمقراطي ويتبناه ينبغي أن يأخذ بنتائجه وان
كانت تختلف في ما يراه, فهذه هي الديمقراطية.
ديمقراطية الأنا