الجمعة، 11 ديسمبر 2020

المقال العاشر: الكائن المفترس

 

بالأمس عندما عدت مرة أخرى إلى الكوخ الذي يقع بوسط الغابة، بكل ما تحمله الكلمة من معنى بوسط الغابة، حيث لا توجد هناك خدمات فضلا عن كهرباء أو أي شيء، مجرد كوخ وسط الغابة، مفتوح الأبواب لكل من يريد أن يقيم فيه دون مقابل، عندما عدت إليه مرة أخرى في الليلة الماطرة، قلت لنفسي كم أنا محظوظ لأن أبات في هذه الليلة الماطرة في الكوخ بدلا من الخيمة.

وضعت حقيبة السرير (Sleeping bag) وتهيأت للنوم، وكعادتي، ولا أدري حتى هذه اللحظة إن كنت أفعل هذه العادة على سبيل الجد أو الهزل بأن أضع السكين "السامية" نسبة إلى شعوب السامي المتواجدة في الشمال بجانبي، فكرت لبرهة من الزمن: هل سأستخدم هذه السكين حقًا للحماية؟

ثم وضعت سؤالا آخرا: أحمي نفسي ممن؟

حقًا! كوخ بوسط الغابة، لا يوجد قفل للباب، في الظلام الدامس.

الذئب؟ لا اعتقد ذلك، لا يستطيع أن يفتح الباب، سيرطم رأسه في الباب حتى يمل.

دب جائع؟ لا الذئاب ولا الدببة تهاجم البشر بطبيعتها، ولكن افترضت أنه دب جائع واشتم رائحة بعض الطعام، حسنا.. الدب لا يعلم كيف يفتح الباب ولكن يعلم كيف سيحطمه!

إلى أن يحطمه سأحمل تلك السكين واستعد، وسأتهيأ للمعركة. حسنًا.. في أسوء الأحوال سيقتلني، أما إذا ازداد الأمر سوءًا فسوف يهشم عظامي، وسيجعلني مقعد طوال حياتي، ولكن على الأقل سوف أحصل على معركة متكافئة نوعا ما، لن أدعه يفوز بالمعركة بهذه السهولة، سوف أغرز تلك السكين في أي مكان استطيع أن اغرزها فيه، سأجعله يفوز بالمعركة ولكنه سيخرج منها ببعض الندبات.

لم يكن هذا ما يخيفني بتاتا، أبدا، كلا، لم يكن ذلك ما أخاف منه في ذلك الوقت، أبدا، ما كنت أخشاه أن يدخل إنسان وبيده بندقية!

السويد، ريتفيك (المخيم)

9/9/2018م