السبت، 15 أكتوبر 2011

الاسلام والديمقراطية [ الخاتمة والمصادر ]


[ الخاتمة ]

ان ما آلت اليه الامة العربية اليوم حالة يرثى لها , في حين ان امم تخرج من الظلام ندخل نحن فيه ونصر على البقاء بين جنبات سواده , نتظاهر باننا نريد الاصلاح واننا على صواب فقط الحظ ليس بجانبنا , هي ليست مسألة حظ وانما مسألة تطبيق .
المشكلة ان " الفوضويون " يرفضون الديمقراطية على اساس انها حكم وضعي , فشنوا عليها حرباً بمألفاتهم بحكم انها مرفوضة وانها لا تؤدي الى نتيجة , وكأن حال الامة العربية بدون الديمقراطية الان فردوس على الارض , ان هذه الحرب في الاساس هي اقرارهم بالواقع الذي يعيشونه وما هو الا تبرير لاقناع انفسهم , فالواقع هو من يملي عليهم افكارهم .

الاسلام والديمقراطية ما هو الا وجهان لعملة واحدة واعني هنا الاسلام الصحيح بتطبيقه والديمقراطية الصحيحة بتطبيقها , الا ان الاسلام الصحيح بتطبيقه قد توقف بعد ان جاءت الملكية المستبدة , فاتت الديمقراطية للحد من هذا الاستبداد .
ان الديمقراطية حملت ما حمله الاسلام من مبادئ ولكن بعد وقت طويل فطرأ التغيير , فكان لابد من تغيير وتكييف الممارسات لتتناسب مع العصر الحديث , ولنا في الشورى مثلاً , مع ازدياد عدد سكان العالم لا يتصور ان تتم ممارسات الشورى مثل ما كانت عليه قبل 1400 سنة , ولكن هذا لا يعني بان نلغيها وانما نطوّر هذه الممارسة لتواكب عصرنا الحديث .

" قالت ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوا اعزه اهلها أذلة وكذلك يفعلون "
ان ملوك وحكام العرب اليوم قد اعجبهم الجلوس على الكرسي , ولا يتركوه الا اذا انفصلت ارواحهم عن اجسادهم ,
ولا يريدون ان يجلس على ذلك الكرسي الا هرقل آخر !
ويقوم بدعمهم رجال الدين اليوم , الذين اصبحوا مفتيّ الملوك , فانصرفوا عن انظمة الحكم واصبح شغلهم الشاغل التحليل والتحريم , نسوا او تناسوا ان الدين لا يقوم الا بقيام الدولة , ولكن كيف هو شكل هذه الدولة ؟ لم يعد لدى هذا السؤال اي اهمية سواء كانت دولة ام غابة ام مزرعة فالاهم هو المصلحة  العامة !

ما حدث في الآونة الاخيرة وما زال يحدث من انتفاضة على مستوى الامة العربية , ما هو الا انفجار لضغط قد تولد منذ ازمنة عديدة لتترجم على شكل ثورة تاريخية يشهدها العالم العربي , بعد سنوات من الاستبداد والكبت وسلب الحريات والتضييق على الشعب الذي  انتزعت منه السلطة ليعود من جديد ليسترد هذه السلطة وهو يعلم انه لن يستردها الا عن طريق الديمقراطية , لهذا كنت في مقدمة مطالب الثورات " نظام ديمقراطي " .


[ المصادر ]

- حقيقة الديمقراطية :
محمد شاكر الشريف

- مذاهب فكرية معاصرة :
محمد قطب - دار الشروق

- الحرية أو الطوفان :
د. حاكم المطيري 2003

- فلسفة القانون وتاريخة :
د. حسن عبد الحميد محمود - الطبعة الاولى 2006

- النظم السياسية والقانون الدستوري :
ابراهيم عبد العزيز شيحا

- هوبس : فلسفة , علم , دين :
ترجمة اسامة الحاج - الطبعة الاولى 1993 - المؤسسة الجامعية للدراست والنشر والتوزيع

- الشورى فريظة اسلامية :
علي محمد الصلابي - دار ابن كثير - سوريا

0 التعليقات:

إرسال تعليق